نعيش.. أزهى عصور الكراهية
الأمان الدولي

حين ينشر على الملأ أن التعاطف مع قطر بالقول أو الكتابة يعرّض صاحبه للسجن خمس سنوات في بلد «شقيق»، كما أن العقوبة تصل إلى ١٥ سنة في بلد «شقيق» آخر، ذلك غير غرامة تصل إلى نحو عشرة آلاف دولار، فمعنى ذلك أن المشاعر باتت تخضع للمحاكمة، وأن الكراهية وحدها صار مسموحاً بها ومطلوبة. هذا الكلام ليس افتراضاً من وحي الخيال، لأنه صار بمثابة أخبار جرى تعميمها عبر القنوات والمنابر الإعلامية الرسمية، ونسبت إلى مسؤولين يعبّرون عن وجهة نظر السلطة. المناسبة معروفة. ذلك أن الصراع الحاصل بين بعض الدول الخليجية وقطر بلغ درجة غير مسبوقة من الحدة والشراسة، وصلت لحد حصار قطر من البر والبحر والجو، وإلى حظر التعامل الإنساني واعتبار التعاطف معها بأي شكل جريمة تعرِّض صاحبها للسجن مع الغرامة الباهظة. لا أعرف صدى ذلك الإعلان في أوساط الناس العاديين، لكني قرأت أن مواطناً سعودياً آثر السلامة وسارع إلى تغيير اسم ابنه من تميم إلى سلمان (العاهل السعودي)، وهو معذور في ذلك لا ريب، لأن تسمية طفل على اسم أمير قطر دليل دامغ يدينه في ارتكاب جريمة التعاطف التي